السعودية في عيون طوكيو كيف قرأت الصحف اليابانية زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
في صباحات طوكيو الهادئة، حين تتقاطع حركة المترو مع زخّات نوفمبر الباردة، تبقى صفحات الصحف اليابانية مرآة دقيقة تكشف نبض العالم من منظورها الخاص. وفي يومي18 و 19 نوفمبر 2025، لم تكن المملكة العربية السعودية في الواجهة الأولى للأخبار… لكنها كانت حاضرة في الخلفية، كحدث دولي ثقيل يسير بمحاذاة الأحداث اليابانية.

فعلى امتداد خمس صحف كبرى — أساهي، يوميوري، ماينيتشي، سانكي، ونيكي — ظهرت السعودية كخط خافت لكنه ثابت، يدور حول زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في 18–19 نوفمبر، وهي زيارة لا تزال تترك صدى في التحليلات السياسية والاقتصادية اليابانية.
أساهي شيمبون — الذكاء الاصطناعي بوصفه جسراً استراتيجياً
رغم هدوء التغطية في18 -19 نوفمبر، بقي مقال 19 نوفمبر في أساهي هو المرجع الأكثر تداولًا:
حديثٌ مطوّل عن اتفاق الشراكة الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي بين الرياض وواشنطن، وما رافقه من الضوء الأخضر لتصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى السعودية.
تنظر أساهي إلى هذا التطور على أنه إشارة نهضة تكنولوجية سعودية تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط — لا باعتبارها صفقة عابرة، بل خطوة ضمن سلسلة تحولات تراقبها اليابان بعين يقظة.
يوميوري شيمبون — السياسة على طاولة البيت الأبيض
أما يوميوري، الصحيفة الأكثر انتشارًا، فركزت قبل يومين على الحدث الأكبر:
اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم 18 نوفمبر.
العناوين كانت واضحة:
-
اتفاق دفاعي استراتيجي جديد
-
صفقة مقاتلات F-35
-
استثمارات سعودية ضخمة تصل إلى تريليون دولار في الولايات المتحدة
ماينيتشي شيمبون — صمت تحليلي و تحول سياحي
ماينيتشي لم تُصدر تقارير جديدة في هذين اليومين، لكنها واصلت الإشارة — ولو في الخلفية — إلى ملفات اعتيادية مرتبطة بالسعودية:
رؤية 2030، التحول السياحي، والإصلاحات الاقتصادية.
سانكي شيمبون — دفاع واقتصاد وصداقة سياسية
سانكي، ذات التوجه المحافظ، تبنّت لغة أكثر وضوحًا:
تركيز كبير على الاتفاق الدفاعي، على بيع مقاتلات F-35.
نيكي شيمبون — الاقتصاد أولاً… ودائمًا
صحيفة نيكي، التي تعد مرجعًا للاقتصاد الياباني، لم تنشر أخبارًا جديدة عن السعودية في اليومين المذكورين، لكن مقالاتها السابقة في 11 نوفمبر بشأن استثمارات السعودية في المعادن النادرة بقيت مرجعًا مهمًا.
من منظور نيكي، السعودية تتحرك نحو:
-
تنويع اقتصادي حقيقي
-
دور محوري في سلاسل التوريد العالمية
-
شراكات استراتيجية مع اليابان في الطاقة والتكنولوجيا
ورغم غياب المقالات الجديدة، إلا أن الملفات الاقتصادية تجعل المملكة دائمًا في المقدمة.

قراءة عامة لماذا كان الهدوء سيد الموقف؟
الخلاصة التي تجمع كل الصحف اليابانية هي أن زيارة 18–19 نوفمبر شكلت الذروة، وبعدها دخلت التغطية مرحلة "الهدوء التحليلي".
لا تطورات جديدة، لكن أثر الحدث ظل ظاهرًا في عناوين السياسة والاقتصاد.
الصحافة اليابانية ترى السعودية من ثلاث زوايا:
-
شريك اقتصادي ضخم في طور إعادة هندسة اقتصاده
-
حليف دبلوماسي مهم في محيط دولي مضطرب
-
قوة إقليمية تغير قواعد اللعبة في ملفيْ الذكاء الاصطناعي والطاقة
ولهذا فإن حتى الأيام الهادئة ليست صامتة… بل هي فترات ترقب.